
عندما تطفر شظايا تجربة كي تجرح قلبا لايزال طريا
يستحيل على ابتسامات العمر كله ان تمحوه

الساعة 1:45 ظهرا
خرجت من بوابة الوزارة ابحث بلهفة عن سيارتي كعطشان في اثر واحة
اركبها ولا يشغلني سوى خيالات شوق لسريري الدافيء وغرفتي الباردة
اطلق العنان لمحرك السيارة وعيناي تكادان لا تبصران الطريق
وقدمي يصيبها العجز احيانا عن التنقل بين دواسة البريك والبنزين
اقودها باقصى حد وضعته لنفسي للسرعة في الطريق
ويعكر مزاجي الزحام المفاجئ باخر منحدر الجسر
واكاد اصطدم بشاحنة اثناء ارتباكي بين سرعتي والزحام
امشي متأنية وانا لا أأبه لسبب الزحام فما اكثره بالطرق
وخطوة بعد اخرى بسيارتي ارى حطاما وحاجات قد تناثرت بالطريق
وسيارة prado تقف منهكة بين الشجر والرمال
محطمة
لا تقوى على التماسك ... تكاد تنتثر
ارى السيارت تتجمع بسرعة بجانبها
وامعن النظر
يوجد شيء ما يتحرك من داخل النافذة الامامية
ادقق النظر اكثر
حسبته شيء خفيف يحركه الهواء
لكن
هذا راس فتاة
وهذه يدها التي تتحرك
انها حبيسة بين ركام حديد السيارة الامامي وبين الكرسي
صدمت
فجعت
لم ارى منظرا كهذا من قبل بحياتي
اجل تعرضت لحادث قبل 5 سنوات لكني كنت قد غشيت وقتها ولم اعي ما حولي ولم ارى منظري بالحادث
لكن الان
وهذه الفتاة امامي
والسيارات تقف بجانب الطريق مسرعة يحاول سائقوها مساعدة البنت قبل فوات الاوان
وانا لا اعرف ماذا افعل
بديهياً ارتفعت احدى يداي كي تغلق فمي المشدوه
واليد الاخرى تتشبث بالعجلة
وعيناي قد جحظتا حتى لم تعودا تريان الطريق
لم اعد اعرف اين اذهب
واي طريق اسلك
ارى سيارة الفتاة تبعدها المسافات من خلال المرآة
وشعور بداخلي يقطعني
لقد خذلتها
كم اكره ان ارى بعيني من يحتاج لمساعدة ولا ابادر بها
احساس بالذنب ينهش قلبي
اركن سيارتي عند المنزل
ولا اعرف كيف وصلت
امشي من السيارة الى باب البيت
كطفلة اغتصبتها تجربة .. فتركتها تذوب تحت الشمس
دخلت
يعم المنزل الهدوء
وصلت غرفتي
جلست بسكون امام مرآتي
مشدوهة .. ويدي على فمي كمن ارتكب ذنبا
مناظر تتقلب امام عيني دون توقف .. والبال فارغ
حتى وقف شريط الصور عند منظر يد الفتاة تتحرك داخل السيارة
انفجرت بالبكاء
الم يعتصرني
صدمة تخنقني
مشاعر كثيرة فجرت صراخا من جوفي
سمعتني اختي بالغرفة المجاورة
وضعت راسي بحضنها تحاول تهدئتي
لا استطيع التوقف عن البكاء
اخذت اختي شيخة تلملم دموعي وتحاول معرفة السبب
حتى هدئت
لكن دموعي ظلت تنهمر ... حتى هذه اللحظة .. كلما تذكرت المنظر
ماذا لو اصدمت انا بتلك الشاحنة
ماذا لو امسى الوقت الثالثة عصرا ... ولم اعد للمنزل

لماذا نتألم ؟؟
احيانا كثير اتساءل
واجد الاجابة غالبا
بان الالم تنبيه للقلب للابتعاد عما يؤذيه
لكن هذه الاجابة لم تعد ترضي تساؤلاتي

ابحث عني كثيرا
ولا اجدني
اختفت خديجة بين اكوام الآلام
لم تعد خديجة تبصر النور بداخلي
ربما تخرج يوما ما بعد شعورها بالامان
تحتاج وقتا فقط