علاوي حبيبي :)

عندما دخل ابن اخي "علي" حياتنا ..

لم اكن اتقن التعامل مع الاطفال ..

ربما ..
ربما من بعيد اجل ..
ارى طفلا فاداعبه واعطيه القليل من الكاكاو والحلاو الذي اكدسه بحقيبتي عادة ..

لكن علاوي غير ..

لقد تعايشت مع بكائه وصراخه وعناده ..
حالاته الهستيرية لطلب امه او طلب الطعام ..
جوعه ..
عطشه ..
آلامه ..
رغباته ..
حاجته للعب على الدوام ..

اختبرت حياة مختلفة تماما كانت تختبئ خلف ابتسامة الاطفال وسحر نظراتهم وبراءتهم ..

لقد تذكرت شيئا لم اكن اعرف انه موجود بذاكرتي اصلا ..

تذكرت طفلة بداخلي ..
ظلت قابعة بين ثنايا قلبي ..
ترسل لي بين الفينة والاخرى اشارات رغبتها بالخروج ..
حين ارغب باللعب احيانا ..
او مشاهدة توم وجيري او سالي او بومبو السيارة المرحة ..
كانت تتواصل معي بشكل لم استوعبه سوى عند ولادة حبيبي علاوي ..

قبل دخوله حياتي ..
كنت غارقة بنضج عالم الكبار ..
الكلام الموزون ..
لباقة التصرف ..
ورسمية الكلام ..

لكني الان ..
وبفضل العفريت الصغير ..
اصبحت اكثر مرونة وليونة بالحياة ..
عندما اغضب .. فيتشقلب امامي او يفعل اي من حركاته الهبلة ..
يغشى علي من الضحك ..
وانسى غضبي وحزني ..
وكل مايمكن ان ينسيني تلك الطفلة الصغير بداخلي ..




نشتاق احيانا ان نرجع صغارا ..
نلعب ولا نأهبه لكل مشاكل الحياة ..
السياسة ..
المنتخب ..
العمل ..
المصاريف ..
الاقساط ..
نظرات الناس ..
ماذا سارتدي اليوم ..
لماذا غضب مديري ..
متى ينزل المعاش ..
ماعندي ر صيد ..
لابتوبي اخترب ..


كل هذا ..
بل كل شيء ..
ارميه بالهواء ..
عندما يبتسم لي ذلك الوجه البريء ..

وجه حبيبي علاوي ..